قيل

التحرش .. يدق الابواب

فى لحظة ما يدق الباب تذهب التساؤلات هنا و هناك عن ماهية الطارق ، اما نحن الان امام ظاهرة لم تدق الباب فحسب

بل و دخلت عنوة لكل بيت مصرى لظهورها بشكل مفاجىء و متوسع .

و لعل الشىء الذى جعل المجتمع يتعجب من تلك الظاهرة و بات خائفا منها على ابناؤه ما حدث من ( تحرش جماعى )

وبشكل غريب فى وسط البلد ، فقد اصبح كلا من الضحية و المتحرش يتواجدان فى مكان واحد .

و التحرش الجنسى لم يكن ظاهرة فجائية كما اشار اليها علماء النفس و الاجتماع بل انها تراكمت حتى انفجر ذلك الكبت

الجنسى فى الشوارع المرية سواء كان ذلك بشكل جماعى او بصورة فردية ، ححيث انتشار القنوات الفضائية التى تقوم

ببث كل ما هو اباحى و محظور و بالتالى بث الفيديو كليبات التى نعرفها جميعا و التى اثرت و ما زالت تؤثر على نفسية

الشباب ، كما ساعد فى ذلك التاثير الناتج عن ذلك الكم الهائل من المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية و التى تمثل عائقا

رئيسيا امام الزواج بالنسبة للشباب فى بداية العمر ، مما يزيد من تعقيد الامر و يجعل الشاب يقوم بذلك السلوك تفريغا

لما بداخله من كبت .

ومن اهم اسباب تلك الظاهرة البعد عن الدين و عدم الالتزام بالقواعد الدينية الاخلاقية السليمة ، ففى حالة الالتزام

الدينى من المتوقع ان تختفى تلك الظاهرة .

وهنا يطرح التساؤل الاكبر هل العوامل السابقة هى السبب فى حدوث تلك التجاوزات التى لم يشهدها مجتمعنا من

قبل؟ام ماذا ! و يضع ذلك التساؤل البعض بل الكثير من علامات التعجب و الحيرة فى حين ان الظروف الاقتصادية

للشباب لم تكن وليدة اللحظة بل انها ظروف تعايش معها المجتمع المصرى منذ سنوات ماضية. فما سبب تفجير ذلك فى

وقتنا الحالى ؟ !

ومن هنا يجوز التفكير بواقع نظرية المؤامرة حو ل تلك الملابسات ، و تطرح بعض التساؤلات .

هل ما حدث فى مناطق وسط البلد و المهندسين و مر الجديدة بشكل جماعى و على فترات متتالية كان من قبيل الصدفة

ام ان ذلك الفعل كان معدا و مرتبا و من شانه ان يحول انتباه الجماهير عن قضايا و امورا معينة بالدولة او

بسياستها الى الاهتمام بتلك الظاهرة ؟

هل ذلك الفعل محتمل ان يكون مدبرا من اى جماعات داخل مصر ؟ ام ان قوى خارجية تحاول ان تمثل نوعا من

الضغط و تقوم بنوع من الزعزعة الامنية ؟

و كانت تلك التساؤلات نوعا من الاحتمالات المنطقية فى تفسير تلك الظاهرة التى يجول بها الخاطر لعدم اقتناعه

ان تلك الظاهرة من قبيل الصدفة ....!

و بالنهاية لابد من الالتفات لامر هام انه بآخر دراسة للمركز المصرى لحقوق المراة و التى كانت بعنوان

"غيوم فى سماء مصر" اكدت الاحصائيات ان 48.4% من النساء المصريات يتعرصن للتحرش الجنسى بمختلف

اشكاله فى مختلف الاماكن سواء عامة او خاصة.

فمن الضرورى الانتباه لتلك النسبة و عدم اخذها على محمل هين فتلك الظاهرة تمثل تهديدا حقيقيا على مجتمعنا

و اخلاقياته و هويت العربية , فلابد من ان تتنبه اجهزة الدولة و الجمعيات الاهلية و جمعيات حقوق الانسان بتلك

الظاهرة و اجراء الدراسات اللازمة لاحصائها بشكل سريع و تناولها بالتحليل و التفسير لمعرفة ما هو الاساس

الذى قامت عليه و محاولة ايجاد بعض الحلول لانهائها .

ام ان لها وقتا معينا ستنتهى فيه بذلك الشكل الجماعى ؟!

مشكوور على الطرح

alah akebare sahite ya fouzi

Tribune pour remercier l'ensemble de la circulation ainsi que les